أولاً: دور الأشعة قبل الجراحة (التقييم ما قبل الجراحة)
- فهم التشريح: تساعد الفحوصات الإشعاعية في تقييم التشريح الداخلي للمريض، مثل حجم المعدة، ووضع الأمعاء، وحالة الأعضاء المحيطة.
- استبعاد موانع الجراحة: تساعد في الكشف عن أي حالات مرضية قد تمنع إجراء الجراحة، مثل وجود قرحة كبيرة، أو فتق في الحجاب الحاجز، أو أورام.
- التخطيط الدقيق للعملية: يتيح التصوير الدقيق للجراحين التخطيط للعملية بشكل أفضل وتحديد النهج الجراحي الأمثل.
ثانيًا: دور الأشعة بعد الجراحة (المتابعة والكشف عن المضاعفات)
هذا هو الدور الأهم للأشعة في هذا المجال، حيث تُستخدم للكشف عن المضاعفات المحتملة في مراحلها المبكرة، والتي يمكن أن تكون خطيرة في بعض الأحيان.
أنواع الفحوصات الإشعاعية الشائعة:
- التصوير بالفلوروسكوبي (Fluoroscopy) مع مادة التباين (الباريوم أو مادة أخرى قابلة للذوبان في الماء):
- الوقت: يتم إجراؤه عادةً خلال 24 إلى 48 ساعة بعد الجراحة، أو عند وجود شك في وجود مشكلة.
- الهدف:
- كشف التسربات (Leaks): وهو أهم وأخطر المضاعفات المبكرة. يُطلب من المريض شرب مادة تباين، ويتم التقاط صور بالأشعة السينية بشكل مستمر (مثل الفيديو) لمراقبة مرور المادة عبر المعدة والأمعاء. إذا حدث تسرب من خط الدبابيس (staple line) أو من منطقة التوصيل (anastomosis)، ستظهر مادة التباين خارج المسار الطبيعي.
- تقييم الانسداد (Obstruction) أو التضييق (Stenosis): يمكن ملاحظة أي انسداد أو تضييق في مسار الطعام، والذي قد يمنع مرور السائل أو الطعام بشكل طبيعي.
- تقييم حجم المعدة الجديد: يساعد في التأكد من أن حجم المعدة بعد عملية التكميم أو تحويل المسار يتوافق مع ما هو مخطط له.
- الأشعة المقطعية (CT Scan):
- الوقت: تُستخدم في المراحل المبكرة والمتأخرة بعد الجراحة.
- الهدف:
- التسربات والخراجات (Abscesses): مع استخدام مادة تباين عن طريق الفم، يمكن للأشعة المقطعية كشف التسربات بشكل دقيق، بالإضافة إلى تحديد وجود أي تجمعات سوائل أو خراجات قد تكونت نتيجة للتسرب.
- الانسدادات الداخلية: تُعد الأشعة المقطعية أداة ممتازة لتشخيص المضاعفات المتأخرة مثل الفتق الداخلي (Internal Hernia)، وهو حالة خطيرة يحدث فيها انزلاق جزء من الأمعاء من خلال فتحة خلقها الجراح.
- الالتهابات والمشاكل الأخرى: يمكنها الكشف عن التهابات في البطن، أو تجمع سوائل، أو نزيف داخلي.
- الموجات فوق الصوتية (Ultrasound):
- الوقت: تُستخدم بشكل أقل شيوعاً من الأشعة المقطعية أو الفلوروسكوبي لتقييم الجراحة نفسها.
- الهدف:
- تُستخدم بشكل أساسي في حالات المضاعفات المتعلقة بالمرارة (مثل حصوات المرارة، والتي تعد شائعة بعد فقدان الوزن السريع)، أو للكشف عن تجمعات السوائل (مثل الأورام الدموية أو السوائل) في البطن.
أمثلة على المضاعفات التي تكشفها الأشعة بعد جراحات السمنة:
- التسرب (Leak): خروج محتويات المعدة من خط الدبابيس أو مكان التوصيل، مما قد يؤدي إلى التهاب الصفاق (البريتون) أو تكون خراج.
- النزيف (Hemorrhage): قد يحدث نزيف داخلي في مكان الجراحة.
- الانسداد أو التضيق (Stricture): يمكن أن يحدث تضيق في مكان التوصيل بين المعدة والأمعاء (في حالة تحويل المسار) أو في الجزء السفلي من المعدة (في حالة التكميم)، مما يسبب صعوبة في البلع والتقيؤ.
- الفتق الداخلي (Internal Hernia): وهي من المضاعفات الخطيرة التي قد تحدث بعد جراحة تحويل المسار.
- تمدد المعدة (Gastric Dilatation): في حالات التكميم، قد يتمدد الجزء المتبقي من المعدة مع مرور الوقت، مما يؤثر على نتائج العملية.
- قرحة حافة التوصيل (Marginal Ulcer): قد تتكون قرحة في مكان اتصال المعدة بالأمعاء.
باختصار، تعتبر الأشعة أداة لا غنى عنها في جراحات المعدة والسمنة، فهي تساهم في التقييم الدقيق قبل الجراحة، وتلعب دورًا حاسمًا في المتابعة والكشف المبكر عن المضاعفات التي قد تنقذ حياة المريض.